ربما تتكلم سيادتكم عن التلميذ أو الطالب الخجول على أنه مشكل أو شخص لا مبالي غير مهتم في قولك : ( و ربما يقوم التلميذ الخجول بواجباته خوفا من المدرس أو خوفا من التأنيب...) إسمح لي أن أقول لك أنك مخطئ. فإعلم أن ذلك الخجول أكثر إهتماما من ذلك التلميذ النشيط. و اعلم أن ذلك التلميذ الخجول : في كل مرة يتوجه الى الفصل يقول : هذا اليوم سأتغير , سأتحلى بالجرأة , سأتحدى الخوف و عدم الثقة بالنفس . فيقرر هذا التلميذ المسكين أن يتغير لكنه عندما يدخل الفصل يجد أن شيئا لم تغير . فلا يجد الا التحطيم و السخرية التي كان يلقاها كل يوم ..حتى إنه قد يتشجع و يتكلم و يحاول أن يدخل مع الآخرين في الحوار , و بدل أن يلقى إهتماما و تشجيعا من المدرس و التلاميذ يتلقى نظرات مخيفة يتخيل أنها تقول له اصمت , يقد يتلقى كلاما جارحا غالبا ما نسمعه داخل الفصل ألا و هو ( أنظروا من يتكلم ) و هذا ليس إلا مثالا وحدا من بين ملايين أنواع التعذيب النفسي الذي يعاني منه التلميذ الخجول .
ـ وليعلم كل شخص يقرأ هذا الموضع أنه لا أحد يعلم معاناة الخجول غير الخجول .ليس الخجول في الفصل فقط ! بل في الحياة اليومية أيضا.